بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب مفتوح من أهالي بلدة القلمون حول عملية احتجاز نزار أحمد زكا
إن بلدية القلمون، ومجالسها الاختيارية، وهيئة العلماء، والفعاليات الاجتماعية والتربوية فيها، ترفع إلى مقام رئاسة الجمهورية، ورئاستي المجلس النيابي والحكومة، نداءها الإنساني، راغبة إليهم ببذل أقصى الجهد لإطلاق سراح ابن بلدة القلمون، الأستاذ نزار أحمد زكا، المحتجز منذ أكثر من سنتين لدى السلطات الإيرانية.
صاحب الفخامة، أصحاب الدولة: من موقع مسؤوليتنا ال رعوية في بلدة العلم والعلماء، نتوجه إلى الراعي الأول (بي الكل) فخامة الرئيس ميشال عون، نناشده تجاه أبنائه في الوطن، للعمل بسرعة قبل فوات الأوان، على استدراك ما فات من تقصير وإهمال بشأن المطالبة بمواطن لبناني لم بقصر في حق وطنه وأبناء وطنه، حيث عمل من خلال نادي الفروسية الذي يرأس، والمنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات، ومقرها في بيروت، على رعاية الشباب اللبناني، وإعداده جسدياً وعلمياً، من خلال ما يقوم به من أنشطة متميزة ومتطورة، كانت محط إعجاب الجميع، ونالت إعجاب المؤسسات الدولية وتقديرها. كيف لا وهو ابن العميد الراحل أحمد ز كا، أحد مؤسسي الدولة اللبنانية بعلم ومعرفة صاحب الفخامة.
صاحب الفخامة، أصحاب الدولة: كل كم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، العدل أساس الملك، والظلم عاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة، إن لكم علينا حق السمع والطاعة، ولنا عليكم حق الرعاية الأبوية، وما نطلبه منكم اليوم بشأن المظلوم نزار أحمد ز كا، هو أقل الواجب تجاه مواطن صالح وأهل بلدته الذين خدموا لبنان العزيز ورفعوا اسمه عالياً في سماء العلم والمعرفة في الداخل والخارج.
إنه نزار أحمد زكا، راعي الشباب اللبناني، قبل أن يكون رجل العلم والخدمات المعرفية، ومن حقه علينا المكافأة لا التجاهل. إن ما لحق به من ظلم تمثل في احتجازه دون مبرر في ظروف قاسية باتت تهدد حياته بالخطر.
إن قضية نزار زكا كانت وستبقى، وصمة عار في جبين من أحدثها، وشارك فيها أو سكت عنها، حيث لبى مشكوراً دعوة كريمة، من نائب رئيس الجمهورية الإيرانية، للمشاركة في مؤتمر علمي رفيع المستوى، أدى دوره فيه على أكمل وجه وأفضله، ليكافأ في طريق عودته إلى بلده الأصلي لبنان، بعملية اختطاف من قبل الأجهزة الأمنية، التي يفترض فيها الحفاظ على سلامة ضيوفها، لا أن تمارس دور العصابة غير المسؤولة، وبشكل تجاوز كل الأعراف الدولية والمواثيق الإنسانية.
وإذا كان للسلطات الإيرانية مبرراتها غير المقبولة في الشكل على الأقل، في احتجاز ضيف من ضيوفها، عنينا به نزار أحمد زكا، فليس للقائمين على أمر الجمهورية اللبنانية أي مبرر في إهماله وتجاهل ما تعرض له. الأمر الذي يشكل بنظرنا خطيئة تتجاوز خطيئة الدولة المختطفة.
انطلاقا من مسؤوليتنا الرعوية على أبناء بلدتنا، وفي مقدمتهم الأسير المختطف نزار أحمد زكا، جئنا ببياننا هذا نطالب أولي الأمر في لبنان، وفي مقدمتهم فخامة الرئيس، ودولتي رئيسي المجلس والحكومة، للعمل سريعاً وبكل الوسائل المتاحة، للتدخل لدى الحكومة الإيرانية، للعمل على إطلاق سراح المحتجز لديها نزار زكا، قبل أن يتح ول ذكرى بائسة، وكابوساً يؤرق جفون المسؤولين المقصرين بح ق علم من أعلام وطنهم، وبطل من أبطالها الشجعان، ولنَحذَر جميعاً دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب. تنام عين الظالم، وعين المظلوم تشخص إلى بارئها تشكو ظلم من ق صر بحقها من المسؤولين عنها والعارفين بحالها، لتكون الإجابة العقاب المحت م ولو بعد حين.
شاكرين سلفاً لصاحب الفخامة، وأصحاب الدولة، ولكل المؤسسات الرسمية والأهلية على مساعيها الطيبة بالعمل على إعادة نزار زكا إلى وطنه وأهله وأحبابه، في أسرع وقت ممكن. والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.